يحتوي كتاب محاربة الجريمة المعلوماتية على أعمال الملتقى الدولي المنعقد بالجزائر يومي 5 و6 مايو 2010 الذي شارك فيه العديد من المتخصصين في مكافحة الجريمة المعلوماتية من جزائريين وأجانب (الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، المملكة المتحدة وإيرلندا).
تكمن أهمية هذا العمل في كونه يعرض لأول مرة للجمهور العريض بالجزائر تجارب خبراء متعددي الاختصاصات في مجال محاربة الجريمة المعلوماتية والوقائية منها. هؤلاء الخبراء التابعين لأنظمة قانونية وممارسات متباينة عملوا، من خلال مداخلاتهم الثلاثة والعشرين في اتجاه واحد وهو التعاون الفعال لمحاربة الجريمة المعلوماتية. فهو يقدم قيمة مضافة من خلال إعطاء إحصائيات عن مكانة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الجزائر وعن الجريمة المعلوماتية، وكذا إعداد عرض حال عن وضعية التجريم والمجالات التي تعرف فراغا تشريعيا.
علاوة على ذلك يبين دور هيآت التحري المتخصصة والتعاون الداخلي والدولي فيما بينها وحدود ذلك، مع التأكيد على أهمية تأطير مهام جمع الاستدلالات التي تقوم بها في إطار احترام الحقوق والحريات الفردية. من جانب آخر يتعرض الكتاب بالتحليل لدور ومهام موفري خدمات الأنترنت بالجزائر لا سيما في مجال الوقاية من الجريمة المعلوماتية، كما يتضمن تحليلا لموضوع إدارة أمن المعلومات. كما حظي الجانب المتعلق بحماية الطفولة في الفضاء الرقمي باهتمام معتبر من خلال مقارنة التجارب الدولية على المستوى التشريعي والتدابير العملية، وشكلت جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال باستعمال الأنترنت حافزا لتأكيد أولوية هذا الجانب.
إن المواضيع الأساسية التي يتضمنها هذا الكتاب تتعلق أساسا بالإطار القانوني للجريمة المعلوماتية بالجزائر والخارج، تحليل بعض النماذج من الجريمة المعلوماتية، دور مؤسستي الدرك الوطني والأمن الوطني، دور مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، دور الشرطة الدولية (الأنتربول)، دور الديوان الفرنسي لمحاربة الجريمة المعلوماتية، الأنترنت والإرهاب عبر الانترنت، مراقبة الاتصالات الالكترونية، التحريات الالكترونية وجمع الاستدلالات، التعاون الدولي، دور موفري خدمات الانترنت، الأمن المعلوماتي في الجزائر والخارج، حماية الطفولة على ضوء التجارب الدولية.